English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. فريق شباب الريف الحسيمي يضيف ثلاث نقاط الى رصيده(فيديو) (0)

  2. انتحار ستيني في ظروف غامضة نواحي اقليم الحسيمة (0)

  3. تعاطف كبير مع معتقل حراكي سابق يعيش حياة التشرد بالحسيمة (0)

  4. تعاطف كبير مع معتقل حراكي سابق يعيش حياة التشرد بالحسيمة (0)

  5. الحسيمة .. حادثة سير خطيرة ببني بوعياش تخلف اصابات (0)

  6. تسجيل 10 هزة ارضية خفيفة قبالة سواحل الريف خلال 3 ايام (0)

  7. الحسيمة..1,3 مليار لتهيئة طرق قروية بجماعة لوطا (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | محمد لمرابطي : الفلسفة قديما والعلوم العقلية، هل وقعت ضحية للسياسة؟

محمد لمرابطي : الفلسفة قديما والعلوم العقلية، هل وقعت ضحية للسياسة؟

محمد لمرابطي : الفلسفة قديما والعلوم العقلية، هل وقعت ضحية للسياسة؟

لقد سجل التاريخ قديما أن يشهد الوليد ابن رشد الفيلسوف والعالم والقاضي والطبيب عملية مأساة إحراق كتبه بمختلف تخصصاتها، حيث بدأ أحد تلامذته يبكي بحرقة، أمام استاذه، فأجابه ابن رشد في قولة مأثورة، متداولة عنه : " يابني لو كنت تبكي عل  الكتب المحترقة، فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي تطير بها إلى أصحابها، لكن إذا كنت تبكي على حال المسلمين والعرب، فاعلم أنك لو حولت بحار العالم لدموع لك؛ فإنها لن تكفيك".

كما يسجل التاريخ أن أبا الوليد ابن رشد أ رغم على الحضور في الساحة العامة بإشبيلية ليشاهد العشرات من كتبه وكتب المفكرين والفلاسفة والعلماء المسلمين، وهي تطالها ألسنة اللهب المحرقة وسط تكبير وصراخ الغوغاء والدهماء كما يسميهم ابن رشد، لتغيب في عمق نيرانها عقول اليونان والفرس والمسلمين والهنود، وضمن المحروقات كانت توجد كتب أرسطو وابن سينا والفارابي وابن الهيثم، أيضا وبالأساس كتب ابن رشد، مثل كتابه " جوامع سياسة أفلاطون" التي تعتبر من أحسن الكتب السياسية في الإسلام .

وجب التنبيه، في هذا السياق اعتقاد الكثير ومن باب الخطأ، أن عملية إحراق الكتب هذه التي تعد من بين أعظم الجرائم المقترفة في تاريخ الفكر الإنساني؛ إنما ترتبط بالرغبة الأكيدة لدى الحاكمين في ذلك العصر  في القضاء على العلوم العقلية والفلسفية والمؤلفات المرتبطة بها . 

وإن كان واقع الحال، ومنطق الحقيقة والتاريخ، يؤكدان أنه من الصعوبة بمكان، إثبات وقائع، أو حتى حقائق تاريخية من هذا القبيل، ذلك أن السياسة الثقافية التي سلكها ابو يعقوب وابنه المنصور اللذين عاش ابن رشد في كنفهما؛ كطبيب داخل القصر؛ ومتقلد في عهدهما، وبتعيين منهما، أي من الخليفتين المذكورين، لأعلى المناصب السياسية والقضائية والإدارية خلال القرن 12 م، داخل دولة الموحدين، فإن هذه السياسة ذات الصلة بالثقافة كانت منسجمة تماما مع خط تفكير ابن رشد . 

والسؤال الذي يمكن طرحه، والذي يمكنه أن يزيح بعض اللبس   عن هذا الموضوع، هو البحث عن حل هذا التناقض الصارخ حول ميل الخليفة أبي يعقوب وابنه المنصور إلى الفلسفة والعلوم العقلية، وتكريس نشرها كاستراتيجية ثقافية عامة في عهدهما . 

وميل الخليفة أبي يعقوب بالخصوص، وابنه إلى الشغف بقراءة ومناقشة أهم الكتب والأفكار الفلسفية، وتشجيع ابن رشد من قبل أبي يعقوب على ترجمة أهم كتب الفلسفة اليونانية، خاصة تلك التي تهم  كلا من أرسطو وأفلاطون، وتحريمهما أي الخليفتين، الاشتغال بفقه الفروع الجامد؛ والاقتصار على القرآن والسنة . 

والحقيقة، ورغم كل الملابسات والصعوبات التي تحيط بالموضوع، فإنه يمكن القول استنادا إلى بعض الدراسات والأبحاث الموضوعية المعاصرة، لدى باحثين مغاربيين ومغاربة، وفي مقدمتهم الفيلسوف والمفكر الراحل محمد عابد الجابري .

فإن هذا التناقض يكمن ويجد أسسه في وقوع الفلسفة مرة أخرى ضحية للسياسة، كما وقع الفكر التنويري ضحية الظلامية والفكر الأرثوذكسي المنغلق في العديد من النماذج التي أهدرت دماؤها وأزهقت ارواحها، من قبيل فرج فودة، وحسين مروة... دون أن يغيب عن بالنا تداعيات الإسلام السياسي المروعة في هذا الموضوع، مثل نموذج عمر بنجلون في المغرب، وبعض الطلبة اليساريين في الجامعة المغربية . 

لذلك فبدلا من أن يأمر الخليفة المنصور بإحراق الكتاب الذي أثار مكامن غضبه، والمتعلق أساسا بكتاب " جوامع سياسة افلاطون" فقد أمر بإحراق كل الكتب الفلسفية، ليس انتقاما من الفلسفة على حد تعبير المرحوم محمد الجابري، هذا التفكير الذي كان الخليفة شخصيا مولعا به وبعلومه؛ وإنما تغطية على الكتاب المذكور الذي كان يبدو من مضامينه، أن الخليفة المنصور يشتم من محتوياته، ويجد فيه رائحة الشك مجسدا في تعاطف ابن رشد، مع أخيه يحيى الذي ولاه على أحد الأقاليم في الأندلس، ولم يقف طموحه عند هذا الحد بل كان يتجاوزه نحو الظفر بالخلافة، والحلول مكان أخيه.  

أيضا، وبدلا من أن يتم التحقيق معه في الشكوك التي كانت حول علاقته بيحيى أخ الخليفة؛ فقد نوقش معه من قبل هيأة الحكم عبارة وردت في كتابه المغضوب منه. وهي جملة قيل إنه حكى فيها قول اليونان " إن الزهرة أحد الآلهة " على سبيل مناقشته الأفكار الكافرة لدي اليونان، دون أن يعني ذلك إطلاقا إيمان ابن رشد بها. 

وعلى خلفية  هذه الواقعة فقد منع من قبل الغوغاء في قرية صغيرة بالأندلس " أليسانة" من الدخول إلى مسجد متواضع يؤمه سكان هذه القرية الصغيرة، من أجل الصلاة. وكان ذلك مما عمق من جروحه وأثاره النفسية التي ساهمت في التعجيل بوفاته. 

مهما يكن ورغم العفو الذي أصدر في شخص وأسرة ابن رشد، فإنه لم يعش طويلا، فقد مات منفيا في المغرب 1198م، ودفن بمراكش، وحمل نعشه في جو رمزي وجنائزي مهيب. وحملت معه بعضا من كتبه، ليدفن في الضفة الأخرى من شمال البحر المتوسط، ودخل في سجف النسيان في العالم الإسلامي والعالم العربي، لمدة تزيد عن ستة قرون .

وفي القرن 16م سيدخل ابن رشد المغربي الأندلسي إلى اقدس مكان لدى المسيحيين في الفاتيكان، من خلال لوحة أبدعها الفنان الإيطالي الشهير رافائيل بأمر من بابا الفاتيكان، والتي لا تزال معلقة في الفاتيكان، تقديرا واعترافا بالجهود الفكرية والفلسفية لهذا المفكر الفذ والفريد.   

كما حضر ورغم حجب النسيان الطويلة، خلال عصر النهضة الأوروبية؛ في ملحمة الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالي الكبير "دانتي". إلى جانب كل من أبي العلاء المعري، وابن سينا، والعديد من الفلاسفة، ممن لم ينعموا قط بنعيم الاستقرار، بل ذاقوا من جحيم الانقلابات المتعددة التي رافقت مسيرات حياتهم؛ من التضييق من قبل الدهماء، إلى أقبية المنافي والسجون .   

محمد لمرابطي 

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media