English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

3.00

  1. افتتاح خط جوي مباشر جديد بين تطوان وأمستردام (0)

  2. سكان الريف يطالبون بمراكز تأشيرات قريبة لتخفيف معاناة السفر الطويل (0)

  3. هل ستحظى الحسيمة بمرٱب عمومي للسيارات؟ (0)

  4. الحسيمة.. افتتاح فعاليات الملتقى الإقليمي للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي (0)

  5. بعد دفنه.. استخراج جثة مسن توفي إثر شجار بايت قمرة (0)

  6. الحسيمة.. درك النكور ينهي نشاط مروج مخدرات مبحوث عنه وطنيا (0)

  7. جنايات الحسيمة تدين والد المتهم في جريمة اصفيحة وتحكم عليه بعقوبة مشددة (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | الدين : محاولات للالتفاف و الاستئصال ج 2

الدين : محاولات للالتفاف و الاستئصال ج 2

الدين : محاولات للالتفاف و الاستئصال ج 2

كُــنــا تحدثنـا في الجزء الأول عن محاولتين أساسيتين لصد الدعـوة الدينية تمثلت في محاولات نقض العقيدة التوحيدية و تثبيت النزعات الوثنية الشِّركية  و محاولة الالتفاف الجزئية علـى المنظومـة التشريعية عبر نفي إحـدى أسسهــا مع الإبقاء علـى الجانب العقدي تسليمـاً ، و نتحدث إن شاء الله عن نسختين مطوّرَتين لهمــا لا تختلفان معهمـا إلا في التقنيات و الأشكال

 

المحـاولة الثالثة: الإحـياء الحديث و المعاصر للمحاربة الجذريـة

       تطور الشكل القديم المتمثل في محـاولات الوثنيين صد استواء العقيدة التوحيدية إلــى شكل جديد أكثر احترافية و هُـجومِـية ، و تطورت معهـا تقنيات البحث عن مداخل أكثر “عقلانية” لنقد أسس الديانـة التوحيدية، فإذا كـان الأقدمون قد تحركوا ضد  رسالة الرسل بارتجالية قامت علـى خطابات الوعيد و التهديد في مواجهـة حقيقة التوحيد فإن أباطرة الفكر الاجتمـاعي الحديث و المعاصر الغربي سلكوا مسلك التوظيف الإيديولوجي للأبحـاث العلومية المتخصصة في مجالات الدراسات السوسيولوجية و السيكولوجية و الانتربولوجية و الفلسفية لإحـياء النزعات الوثنية و الإلحادية ، فلقد نُـشِـرت أبحاث أكاديمية اجتمعت علـى ضرب الحقيقة التوحيدية و العودة بالتـاريخ المعاصر إلـى أزمنـة الديانات الوثنية الغابرة باعتبارهـا “حقائق اجتمـاعية” تدل في ظنهم علــى طارئية الديانـة التوحيدية، في هـذا السياق تَـرِدُ تصورات المدرسـة الوضعية مع سيمون و كونت بوصفهـا ” علومـا” وجيهـة قدمت قراءة تـاريخية لمنحنيات تطور الدين من الفيتشيزم إلـى التعدد إلـى التوحيد استنادا لنظرته الميتافيزيقية حول تطور المجتمعـات، كمـا ترد آراء تخمينية متضاربـة من فلاسفة و باحثين أرادوا أن يحددوا أصول الديانـة بإرجـاعـه إلـى الأسطورة أحيانـا و إلـى السحر أحيانـا أخرى .

 

        لقد عبث العديد من التطوريين “بالعلوم الانسانية” و مـارسوا من خـلالهـا تأمـلات اعتباطية فـَـصُّــهــا الأساسي محـاربة شرعية الدين التوحيدي و تشويه حقيقته المطلقة فأكثروا من النظريات التجريدية و صـارغوا آراءهم في قوالب مـذهبية و مدارس فكرية لزعزعـة القنـاعات الراسخـة و تلويث الفطرة بثرثرات لا طائل منهـا البتة .

 

       تطورت نزعـة المحاربة الجذرية البدئية من شقهـا الخاص باستهداف العقيدة التوحيدية لتتحول إلـى هِـواية فلسفية تلعـب بالفكر التأمـلي علـى فكرة الدين نفسـه،و صـار الماديون علـى اختلاف مشاربهم يتعرضون لحقيقته كدين سمـاوي و أدبجوا نظريات تروم استئصـال الوجود الديني من المجتمـع لفرملــته و الحد من امتداداته كمـا هو الحال مع المدرسـة المـاركسية الدهرية ، و في أحسن الأحوال صرفه عن مراكز القرار و عده شأنـا فولكروريا تُــملأُ به فراغات الإنسان الضائع !

 

       هــي إذن نســخـة قديمـة تتجدد مـع تطور أشكـال الفكـر، و محـاولة القضاء علـى التوحيد فكرا لا تقل عن محـاولات القضاء عنفا ، بـل زاوجَ المحدثون بين المحـاربة عنفا و المحاربة فكرا كمـا يشهـده الواقع بعدمـا انبعث الفكر الإسلامي من سكونـه و باتَت مـعه كل تلاوين اللائكيات في حرج جديد بفعـل تطور أشكـال المقاومـة الإسلامية التي تغلغلت في الشعوب الإسلامية و صارت أكثر وعيـا باللعب ” الفكرية” المفضوحـة التي تُـدارُ تحت ستـار المنهـج الأكـاديمي و العلمـي .

 

   لذلك يمكن لكل عـاقل أن يتحسس الفكرة الجوهرية التي أثبتهـا الباحث الكبير سامي النشار في كتابه النفيس” نشأة الدين” و هي أنه رغم كـل الحملات المسعورة من الأقـلام الفلسفية و المدارس الفكرية علـى اختلافهـا فإن الدين لازال يحتفظ بصلابتـه و شموخـه و لم يتزعزع من وجدان البشـر و إن انتشرت التفاسير الالحادية و القراءات الانتروبولوجية الشاردة علـى طول العـالم و عرضه .

 

المحـاولـة الرابعـة : مـلاحـقة المنظومـة التشريعــية ( اللائكية من جديد)

 

         في البدء، لوحِقت الدعـوات الدينية من جهـة عقائدهـا التوحيدية فاستمـات الرسل عليهم السلام في تبليغ الحقيقة الكلية و تحملوا في سبيلهـا كل صنوف الإذايات و السخريات حتـى توسعت العقيدة في أرجاء الدنيا و انتصرت كلمـة الله جل علاه ، ثم مـا لبثت عمليات الالتفاف تحوم حول أجزاء من منظومـات التشريع الإسلامي تستهدف منهـا تحقيق أطمـاع شخصية دون الطعـن في الأصول بفعل هيمنـة المجال التداولي الإسلامي علـى كل مرافق الحياة آنـذاك ، و استمرت محـاولات الالتفاف الفردية طيلـة قرون العض إلـى أن حلت نكبات الهيمنـة التغريبية و استخراباته الشاملـة التي طالت طبائع العمران الإنساني و قيم التداول فانطلقت عمليات مـلاحقات المنظومـة التشريعية و محـاولة التصدي لهـا عبر سلسلة من المكائد الاستشراقية و التعديلات الهـائلـة لقطاعـات التعليم و مؤسسات المجتمع الأهلـي، لقد كـان من الطبيعـي اللجوء إلـى محـاولات سلخ الإنسان المسلم عن انتمـاءه التداولي و تحويلـه إلـى نمــطــيّ مُـغَرّب في تكوينه و شعوره و تفكيره إذ أن السـلاح الأمـضى والقادر على التحكم بالإنسان يبدأ من الفكر و إلـى الفكر، فالغارات المسلحـة مهمـا بلغت ضراوتهـا قساوة لا يمكن لهـا ثنـي المُستَهـدف عن التملص من هويته و مخزونـه التـاريخي ولا يمكنهـا بأي حال من الأحوال إلا أن تزيد ” المُستَعـمَـر ” إصرارا علــى مواجهـة الضربات القاتلة المحمولة علـى الطائرات الحربية و الدبابات .

 

       و كمـا قلنـا عن محـاولـة الايديولوجيين إحياء النزعـات الوثنية و التصدي للتوحيد بالأبحاث المُـوَجّـهة بأنهـا النسخـة المُـطـوَّرة من محـاولات الكفار في القديم رد أقوال الرسل حول العقيدة التوحيدية فإن مـرحلـة المـلاحقة الجذرية للمنظومـة التشريعية (اللائكية) ليست بدورهـا إلا شكـلا مُــطَـوَّرا من محـاولات الالتفاف الجزئية علـى الدين في جانبهـا التشريعي ، فإذا كانت الأولـى مرتبطة برد حكم إسلامي أو تجميده هنـا أو هنـاك فإن الثانية صارت شاملة في عدوانهـا علـى الشريعـة الإسلامية تستهدف الإبقاء أحيانـا علــى العقيدة بمـلاحقة الشريعة طمعـا في فصــل الأساس عن المجـال.

 

         ففي الغرب، تمت تصفية الدين كنـاظم للعـلاقات و صارت العقيدة شأنـا ترفيّـا أقرب إلـى المرح الجدالي، و عندنا لمّـا وجدَ المتغربون استعصاء في خدش العقيدة التوحيدية بسوء بفعل تواترهـا المطلق و ثباتهـا في وجدان النـاس تحولــوا إلـى الجانب التشريعي يحاكون فيه مسارات النقد الغربي لرجال الدين ليُـقدِّمـوا خُلاصات حتمية تعزل الدين عن السياسـة و الأخـلاق و العلم و الحرية و العدالة ..و تجعلـه “أمرا” فردانيا جامدا .

 

      إن المرتدين و المتمردين في عهد الخليفة الأول لم يكونوا ضد الدين كله إنمـا ضد بعض جزئياته، و المستبدون عبر التاريخ لم يجرؤوا على تحدي الدين و التملص من التزاماته علنـا رغم سلطانهم، لكن اللائكيين وسّعـوا من دائرة تحجيم الشريعة و صارت لديهم ترادف المقصلة و التخلف و راحوا يمـارسون ادِّعـاءً غريبا مستوحـاة من “التنويريين” فيجعلون دعـاة الوصل بين العقيدة و الشريعة ” إسلامويين” أو ” متأسلمين” أو متطرفين” أو ظلاميين” في حين يسِـمون دعـاة الفصل “بالحداثيين” أو ” التقدميين” أو “التنويريين”..بل اعتبروا أنفسهم مُحـايدين تجاه الأديان سيرا علـى خُطـى التوجيهـات الغربية “السامية”. صارت الأمـور إذن مقلوبــة رأسا علــى عقب فتحول المُهاجِـر به و  المدافع عن الدين متاجرا به و المُهاجـر منه “متحررا” !

 

      في تـاريخنـا المجيد هـاجر النبي عليه السلام من مكة إلـى المدينـة بدينه ( عقيدته) لإكمـال شرطهـا (شريعته) و هـؤلاء يهـاجرون من دينهم ليذبحــوا شريعتهم ، لـوحِقَــت العقيدة في البدء و الآن تُـلاحَقُ الشريعـة نهـاية و لـن يتحقق المثال مـا لم يُــمَـكَّـن للعقيدة و الشريعـة معـا، و ذاكَ هـو الإسلام عينـه فافهــمْ !

نجيب الطلحاوي

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 )

-1-
je
31 يناير 2014 - 20:30
صحيح الاخ الكريم ما نعيشه ليس بخير ابدا ولا يرتبط بالدين الاسلامي في مفهومه الشامل
مقبول مرفوض
1
-2-
جلال
1 فبراير 2014 - 00:53
جهد مشكوتر لمحاولة وصف الصراع الدائر بين من تسميهم العلمانيين من جهة،وبين من لايزالون متشبثين بثوابتهم الدينيه،وقارنت بين الأدوات التي كان يستعملها محاربي الرسل والأنبياء وبين الأدوات التي يعتمدها العلمانيون الأن،ولا شك أن الظروف قد تغيرت كثيرا ،وانتفى وجه المقارنة تماما، ذلك أن تحرر العقل البشري بفضل تقدم العلوم في كافة المستويات،جعله يتناول الدين نفسه بالنقد ومحاولة فهمه ،للوصول الى الحقيقة،ولم تعد هنالك مناطق محرمة غير خاضعة للدرس والتمحيص،والنقد البناء ، وهذه الألية الحديثة ،في البحث عن الحقيقة كما نرى تستند الى كم هائل من الأدوات المعرفية التي يجب عدم التشكيك بقدرتها على حل معضلات الأنسان في كل مناحي الحياة،هنا لا بد لنا من طرح وجهة نظرنا بمرونة أكثر والحالة هاذه،أننا واثقون من صواب وجهة نظرنا، دون ادعاء مسبق بكوننا وحدنا نملك الحقيقة،وعلى الأخرين تقبلها كما هي، يجب علينا بكل بساطة أن نعي جيدا أن فشلنا في كشف الحقيقة للأخر،إذا كنا نملكها، هو إعلان على انتهاء دورنا الحضاري والوجودي...
مقبول مرفوض
0
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media