قيم هذا المقال
- عامل إقليم الحسيمة يواصل زياراته الميدانية لعدد من جماعات الإقليم 1
- ناصر الزفزافي يثير قضية المختفي مروان المقدم في رسالة تضامن 1
رحلات مكتظة بين برشلونة والناظور… ومطار الحسيمة خارج التغطية الجوية رغم الطلب المرتفع (0)
عامل إقليم الحسيمة يواصل زياراته الميدانية لعدد من جماعات الإقليم (0)
ناصر الزفزافي يثير قضية المختفي مروان المقدم في رسالة تضامن (0)
حادثة سير خطيرة على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين الحسيمة وتطوان (0)
الحسيمة.. السجن النافذ لمتهم باضرام النار في ناقلة وتعويض للامن الوطني (0)
مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية (0)
- رحلات مكتظة بين برشلونة والناظور… ومطار الحسيمة خارج التغطية الجوية رغم الطلب المرتفع
- عامل إقليم الحسيمة يواصل زياراته الميدانية لعدد من جماعات الإقليم
- ناصر الزفزافي يثير قضية المختفي مروان المقدم في رسالة تضامن
- حادثة سير خطيرة على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين الحسيمة وتطوان
- شخص ينهي حياته بطريقة مأساوية نواحي اقليم الحسيمة
- الحسيمة.. السجن النافذ لمتهم باضرام النار في ناقلة وتعويض للامن الوطني
- مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية
- الحكومة تصادق على مرسوم إعانة الأطفال اليتامى والمهملين
وعـــاد الانقلاب العسكري
ليس هنـاك أشد مقتـا من أن تتحرك من جديد أساليب المستبدين الطغـاة نـحو إقـبار التجارب الديموقراطية الوليدة و ليس هنـاك أبغـض عند الإنسان الحر من أن تلتـهم الدولـة البوليسية إنجـازات الكسب المدني في مضمـار السيـاسـة فتتحول إلـى أجهـزة تحكم كلي في إرادة الشعـوب تُجهـض كل محاولة لإعـادة ثقافـة حكم الشعب نفـسه بنفسـه بعيدا عـن التسلط العسكري الذي يصادر أي إجراء من شأنـه أن يستقل بالممارسة السياسية الحرة ، و الآن تعـود عجلـة العسكرة في مصر من جديد لتنفذ مؤامـرتهـا الدنيئـة في حق إرادة الشعوب فتجهـز علــى كل مكتسبات ثورة 25 ينـاير المجيدة بعد عـام أعزل فتسرق من جديد عرق الشعب المصري في نضالـه ضد التسلط البوليسي ، و قـد تمـت لهـا ذلـك بدراسـة دقيقـة خُطِّطَ لهــا منذ أن سحقت الثورة نظام مبارك و أذياله و ازدادت عقليات الثورات المضادة حقدا بعـد أن بدأ التطهير و تجفيف منـابع الفلوليين في مؤسسات الدولـة عبر إعـادة طرح مشاريع لهيكلـة وزارة الداخلية الحصن المنيع لأنصار "البلاطجـة" و تطهير المزورين للانتخـابات في السلطة القضائية علـى مدى قرون عبر سن قانـون جديد يعـفي بموجبــه العديد من الفلوليين الطـاعنين في السن ، و لقـد مـر عـام من التحدي يواجهُ بـه مرسي ترسـانـة هـائلـة من أعـوان النظام القديم يكيدون له في كل مـرة لعرقلـة طريق إكساب إرادة الإسقلال الصناعي و التقني و العلمي و الحضاري فمـارسوا عليه أشـد ألـوان الحصار الجـاهلي من خـلال عدم تعـاون كل مؤسسات الدولـة مع قراراته و مشاريعـه بــل و خلقـوا لــه من المشاكـل المصطنـعة مـا يزيد عليه تكـاليف الإرث القديم عبر احتكـار للرأسمـال و تهريب الودائع المـالية و شراء السولار ثم تبديده و دفع المستثمرين لسحب مشاريعهـم و منـع تنـفيذ جـل القرارات الرئـاسيـة و الدفع بالصعاليك المأجورين إلــى الميادين و تسليحهم بالتنسيق مع رموز النظام البائد و الحزب الوطنـي المنحــل و ضخ أمـوال هـائلـة في جيوب الفاشلين كالبرادعي و حـاشيته لحشد أكبر عدد ممكـن من الصعـاليك من السواقط و المنحلين مـع التعـاون الوثيق مـع أجهـزة وزارة الداخلية و حث الأخيرة لرجال الشرطـة و الضباط المتقاعدين و العـاملين بالنزول في 30 يونيو فضـلا عـن أذنـاب الحزب الوطني في ميدان القضاء و الذي تزعمـه نـأدي قضاة مصر زبانـية التزوير و التلفيق طيلة 30 عـامـا و أكثر ...
كـان مرسي يدرك تمـامـا حجم هـذا الحشد البـاطل الذي أراد الإطـاحـة به منذ أو أسبوع تولـى فيه الحكم ، و كـان يعي مدى التفاف الغرب ضده لإجهـاض التجربة الإسلامية الأولـى من نوعهـا في مصر خصوصـا من الدول الخليجية (باستثنـاء قطر قبل تولية الطفل تميم) التـي نـاصبت عداء غريبـا مليئـا بالحقد إذ تحولت دولة الإمـارات المتخـلفة إلـى مركز عمليات الثورة المضادة يقودهـا خلفان بدعـم رهيب و هيستيري و صـارت السعودية الدولة الطـائفية ذات النزعـة المذهبية المتطرفـة تـوجه كـل القيادات العميلة كبعض أفراد حزب "النور" و "الدعوة السلفية" لجـر البـلاد إلـى انقسام يسهـل عمليـة إنهـاء حـالة الاستقرار السياسي ،و ليس هـذا بغريبـا علـى دولــة غـارقـة في الجهـل السياسي و الانغلاق الديني و موقفهـا الطـائفي من سوريـا الثورة يكشف حقيقـة التفكير المتحجر الذي زال يتحكم في ذهنيات السلاطين الجـائرين و أذيالهم من "الدعـاة" المنبطحين . و الآن تَجدُ مواقف العـالم الغربي من الانقلاب العسكري مخجلـة تكشف عـن إرادة الهيمنـة و منطق التنميط القديم إذ في كـل مـرة تتساقط أوهـام دعـاة "الديموقراطية" و تؤكد في كل حين منهجهـا الصريح في التعـامل مـع كـل دولـة تسعـى لامتلاك إرادتهـا المستقلـة ، و صـاروا الآن يقفزون علـى الشرعية الديوقراطية بوقاحـة عندمـا يطالبون العسكر بالتسريع بالعملية السياسية لعودة الحكم المدني كمـا ذهبت ميركل عقب مشاركتها في اجتماع بمدينة "غرانسي" شمال شرق ألمانيا بعنوان "بحث المستقبل مع الشركاء الاجتماعيين" . من هنـا يجب أن يدرك أحرار العـالم أن التحرر من السطوة الغربية لا يمكن أن يمـر بدون وقوع مؤامرات و دسائس و لا يمكن أن يتحقق دون أن تتكـالب الأمم كمـا تتكـالب القصعة إلـى أكلتهـا ، و يكشف محمد البلتـاجي القيادي في حزب "الحرية و العدالة" معلومـات حول عرض قدمته أمريكـا في شخص آن باترسون لمرسي سفيرة الولايات المتحدة طلبت منه " أن يبقي في منصبه رئيسا شرفيا ،وتكون الصلاحيات كلها لرئيس وزراء ترشحه أمريكا" فكـان رد مرسي قائلا : "علـى رقبتي" .و الآن بعد نجـاح الإنقلاب العسكري بدأت الدول العميلة (السعودية) تضخ استثمارات فى مصر بـ 320 مليون دولار و أمير الإمارات يتبرع ب 3 مليار دولار لصندوق مصر ، و خائن عفوا خادم الحرمين يدعم مصر ب 8 مليارات دولار و محمود حواس صاحب شركة "صحارى جروب" يتبرع لمصر 5 مليار دولار و نجيب ساويرس يدعم مصر ب 3 مليارات جنيه لسداد ديون مصر ..
لــكن الغريب والمثيـر هنـا ليس تلك المؤامـرات المنظمـة من الفلول و الدول الغربيـة و إنمـا يتمـثل في صمـت بعض "العلمـاء" عـن هـذا الوضع و التزام "الحيادية" في سياق يُفترض أن ترتـفع فيه أصوات هـؤلاء للدفـاع عن "ولي الأمـر" الذي لا يجب الخروج عليه ، فبدلا من أن يقود هـؤلاء حمـلة التحسيس بواقع الانقلاب العسكري و الدخول في عملية الدفع السلمـي و حشد النـاس للنزول للشوارع تمسكـا بالموقف الشرعي الذي يدين كـل محـاولة الانقلاب أو القهـر دون الرجوع لإرادة الأمـة نجدهـم للأسف يعيدون علينـا كـلامـا صـارا مكررا هـو أقرب إلـى المواعـظ منه إلـى تحديد الموقف الحـاسم، فالحديث عن حقن الدمـاء و عدم العنف و المصالحـة دون تحديد الرأي الصريح بحرمـة الانقلاب عن الشرعية ليس إلا هروبـا من الواقع و تبريرا لعملية الانتزاء علـى الحكم بمنطق التغلب و الشوكـة، ففضيلـة محمد حسان لازال يتحدث في خطبـه عن حقن الدمـاء دون أن يشير برأيه لمـا حدث و كأنه يعيد خطأه في التعـامل مع نظام مبارك السابق عندمـا كـانت الدنـيا تغلي و لا زال هـو يتحدث عن الفتنـة و عدم الخروج، و صـارَ الآن يتحدث عن " الدور الذي ينبغي أن يقوم به أهل العلم الآن في المرحلة الفارقة الحاسمة هو تحقيق مصالحة وطنية شاملة للخروج بمصر من الفتن" و التحذير من الدمـاء و كأن العـالم لا يعي حرمـة قتل النفوس! للأسف الحياد السلبـي أعطـى شحنـة قويــة للظلمــة لممـارسة جورهـم و تسلطهم و رفع من معنويات العسكـر في قمـع المؤيدين إذ يدرك تمـامـا أن الشيوخ المشهود لهم بالشهـرة الوعظية لا يجيدون إلا الحديث عن التوصيات و الوصايا دون المواقف ،الشيء الذي شجعهــم للتجرئ عليهم بقطع قنواتهم الدينية و منعهم من الخطـابة في الجمعـة الأخيرة بكل أريحية و طمأنينة . و مـا حدث للشيخ حسان لا يختلف عن الشيخ الحويني و حسين يعقوب و إن تضاربت بعض المواقف عندهم و مـا يجمعهم صوتهم الخـافت الذي انتكس في وقت تحتـاج فيه الأمـة لاسترداد الحق الإسلامي عكـس بعض العلمـاء الآخرين الذين قادوا الصراع مع الباطل السياسي بحنـاجرهم و حركـاتهم كصفوت حجازي و حـازم أبو اسمـاعيل المعتَقل و وجدي غنيم و علمـاء الأزهـر الذي شرفـوا الرايـة الإسلامية بمواقفهم المدويـة و غيرهم . إن المواقف الباردة التي تختبئ وراء خطـاب حقن الدمـاء لم يعد مقبولا الآن في ظـل مؤامـرة مكشوفـة انخرط فيهـا غـلاة المتصوفة (اتحاد القوى الصوفية وتجمع ال البيت الشريف، الطريقة الشبراوية ) و بعض الحـاقدين الدينيين (شاهين) و العَلمـانيين المُلحقين و الأقـباط الطـائفيين و اليساريين المتطرفين ، نحتـاج للشجـاعـة و الجرأة لإعـلان الوضوح ضد مـا يجري بدلا من التردد و الخوف من المستقبل .
قـادة الإخـوان المسلمين الذين نـالوا الحصـة الكبرى من السجون و الاعتقالات طيلـة عقود من الزمـن لـم يتخـلوا عـن وظيفتهم في قول كلمـة حق ضد فلان أو عـلان و لـم ترهبهم كــل الحمـلات المغرضـة خصوصـا الإعلامية منهـا التـي استحدثت لتُعولِمَ الكذب و تلفق الحـقائق بشكـل متقن ، ظلـوا رغم أخطـائهم السياسية رموزا صمدوا و واجهـوا البـاطل حتـى آخـر نفس ، فالكتـاتني رئيس حزب الحرية والعدالة - ورئيس مجلس الشعب السابق تم اعتقاله (قبل الافراج عليه بضغط شعبي) بعد رفضه لقاء عبد الفتاح السيسي الذي ضم البرادعي وتواضروس بابا الكنيسة و شيخ الأزهر ، و بعد رفضه الدعـوة اتصل به السيسي زعيم الانقلابيين فقال له "يا كتاتني إن لم تحضر سيكون مكانك في طره بعد ساعات قليلة" فكان رد الكتاتني "كويس قوي ياسيسي حتى نأخذ رمضان كله اعتكاف ومراجعة للقرآن والتقرب إلى الله أكثر" وأكمل قائلاً ياسيسي "لن نموت إلا ونحن شرفاء وليسوا مكسورين" ، و مـرسي قاوم الضغوطـات التـي أرادت له أن يتنحـى مقـابل السفر للخـارج و اعتُـقِـل أكـثر من 200 شخصيــة بعد الانقلاب الغـاشم و أُخِذَ موظفي قنـاة 25 عنوة من داخـل الأستوديو مباشرة بعـد إعـلان الانقلاب العسكري و اعتقل الشاطـر و شقيقـه و لا زالت الحمـلات تُشــن بشكل جنـوني لثني الإخـوان عـن مطـالباتهم بعودة الشرعيـة ...أعـادَ الانقلابيون الآن البولسـة و الرعب من جديد إلى الساحـة فاعتقلوا الرئيس المنتخب من 26 مليون و قاموا بحل مجلس الشورى المنتخب من 8 مليون و أغلقوا 27 قناة فضائيه و بعض الصحف و اعتقلوا 25 قياديا من الإسلاميين و وضعوا 500 شخصية على قائمة الممنوعين من السفر و ألغوا الدستور المستفتى عليه من 18 مليون و صـادروا الرأي الآخـر و قتلـوا و اقتحمـوا و سلطوا البلاطجـة و لا زالت عجلـة الأعمال الإجرامية البوليسية تمضي لإعـادة بنيـة النـظام السابق برؤوسهـم و أفعالهم.
مـا حدث في مصـر جريمـة و خيانـة بكل المعـايير لـو وقعت في دولـة أوروبية لقامت الدنيا تنديدا و عويلا و لتدخلت الأمم تشجب هـذا الفعـل الديكتــاتوري و تفرض عقوبـات صـارمة لردع تدخـل العسكر في السياسـة، لكن أمـا و أن المكـان هو أرض الكنـانـة الدولـة المجاورة لبني صهيون فـلا بأس أن تتملص كـل الدول من شعـاراتهـا فتذبح القيم لتقدمهـا للدولـة الصهيونية الإرهـابية كقربـان و حسن شهـادة، لا بأس أن تبقـى عميلـة مُلحـقة تعتمـد علــى الدعـم الخـارجي و المديونيات و التسول الدولي ، لا بأس أن تـظلَّ دولــة تعيد إنتـاج أنظمـة الاستبداد في كـل المؤسسات الوطنية فتعيق كـل محـاولـة جـادة لتطهير أرجـاس الوجود الفلولي فيهـا ،لا بأس أن يتحول الصـادق خـائنـا و الخـائن صـادقـا و لا ينطق إلا الرويبضــة و لله الأمـر من قبل و من بعد .
دليل الريف : نجيب الطلحاوي
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....


أضف تعليقك