
قيم هذا المقال
- شباب الريف الحسيمي ويحقق أول انتصار في البطولة
- التحقيق مع شرطي في مدريد بتهمة قتل تاجر مخدرات بالرصاص
- حجز مبلغ ضخم من العملة الصعبة لدى مهاجر بميناء الناظور
- منظمة شباب الأصالة والمعاصرة تختتم مؤتمرها الوطني الثاني وتنتخب قيادة جديدة
- موكب زفاف مغري يثير الفوضى في بروكسيل
- اطلاق مشروع لصيانة طرق إقليمية بالحسيمة
- الحسيمة.. 1,2 مليار لبناء قاعة رياضية بجماعة بني حذيفة
- انفجارات قوية تهز عمارة سكنية في هولندا
البشير بنشعيب يكتب من سجن الحسيمة .. في ذكرى الخطابي

بمناسبة الذكرى الـ 54 لوفاة المجاهد البطل و الداهية الثائر في جبال الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي رمز التحرر و الانعتاق الذي علم الشعوب المستضعفة كيف تدافع عن كرامتها، و الذي أبهر العالم بشجاعته و ذكائه، لقد تعلم منه "ماوسطونك" و "غيفارا"و غيرهم من الشخصيات التاريخية، إذن بهذه المناسبة المجيدة أزف تحايا المجد و الخلود لروحه الطاهرة و لأرواح شهداء المقاومة الأشاوس، كما أحيي كل أبناء الريف على مثابرتهم و غيرتهم و مجابهتهم.
و بعد،
فإن تاريخنا العريق حافل بالبطولات و الملحمات و هذا ما تؤكده كل المحطات التاريخية، فأجدادنا ضحوا بالغالي و النفيس من أجل وطنهم و وقفوا وقفة رجل واحد في وجه المستعمر و قدموا تضحيات جسام، إنهم رجال و نعم الرجال لم يتراجعوا قيد أنملة على مطلبهم الذي يتجلى في طرد كل من أراد أن يعيث في الأرض فسادا، لم يترددوا في الدفاع عن كرامتهم و عن أرضهم رغم كل الإكراهات و قلة الإمكانيات، لقد ماتوا كي نعيش نحن مرفوعي الرأس لا بل كي يعيش الوطن حرا أبيا و تعيش كل الشعوب المستضعفة التواقة للتحرر، لقد آن الوقت كي نستحضر تلك اللحظات التي بها نستسلح بالأمل و بها نتقوى، كيف لا فنحن بدون مستقبل لكن لدينا ماضي نفتخر به و بالتالي فإننا في يوم من الأيام أكيد سنعيد ماضينا و سنمضي قدما فلا أحد قادر على منعنا لأننا لن نسمح لأي كان أن يبخس من تاريخنا العريق أو أن يقزم من قدراتنا إخوان رفاق أبناء شعبنا التواق للتحرر و الانعتاق، التحرر من كل القيود التي تعرقل حياتنا اليومية، الانعتاق من كل الأساليب الهمجية و السياسات الممنهجة التي تستهدفنا يوما بعد يوم.
لقد آن الوقت لكي نضع النقاط على الحروف، ألا ترون أن الوطن الغالي علينا بين المطرقة و السندان و أن الشعب يعاني و يكابد و يتمسك بالحياة رغم كل الإكراهات المقصودة، إذا كما قلت في رسالة وجهتها سالفا يجب أن نفرض وطننا بأنفسنا و أن نفرض أنفسنا بوطننا، و أقصد هنا وطن يتسع للجميع، وطن تسوده الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية، و أن نسعى للنهوض بوضعية المواطن و الوطن ككل فالأمور لا تبشر بخير، الشباب عاطل عن العمل، و المقابل هو قمع المعطلين و الأساتذة المتدربين و الاعتقالات و التقتيل و قمع كل الاحتجاجات بالريف الصامد.
هنا أقول للمسؤولين أنكم أنتم من يزرع اليأس و الكراهية في صفوف الشباب و أقول لكم أننا لسنا انفصاليين لكن أنتم من فصلتم بيننا و بين مجموعة من المناطق بإقصائكم للمنطقة و إهمالكم لها تاريخيا و اقتصاديا و ثقافيا، فلماذا هذا الميز بين أبناء الشعب و هذا الإقصاء لهذه القلعة الصامدة المنكوبة، و لا أقول أن باقي المناطق من هذا الوطن تعيش في رغد و كل ما أود قوله أن الريف محاصر ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، و بالتالي يجب إنصاف هذه المنطقة المعزولة بإنزال المشاريع لا بإنزال القمع، و ذلك عبر خلق فرص الشغل و تشجيع الاستثمار، لا بالحلول الترقيعية لأن واقع المواطن المغربي كارثي و مزري خاصة أبناء الريف، كون أن الدولة تتخبط في سياسات و أساليب دون استحضار العواقب، حيث صار المواطن حاقد على المسؤولين و لأن الواقع شيء و الخطابات شيء آخر.
و إن كان المغرب نجا بإعجوبة من ربيع الشعوب فلا يعني أنه في بر الأمان، و ما دام المواطن يعاني من القمع و الإقصاء و الاستبداد فإن هذا يعني أن الدولة على شفا أن تسقط في ما لا يحمد عقباه، يجب أن يعي المسؤولين أن الشعب قسا بما فيه الكفاية و فقد الثقة لكنه منح الدولة الفرصة من أجل التغيير و الإصلاح، فإن استغلت هي هذه الفرصة فذلك من مصلحة المواطن و الوطن ككل، و إن كان العكس فالنتائج ستكون وخيمة و الخسارة جسيمة، و المشكل أن المسؤولين لا يأبهون لما ستؤول إليه الأوضاع و ليست لديهم إرادة حقيقية في النهوض و الإقلاع على جميع المستويات، و بالتالي نحن أمام مشكل عويص و أمام قنبلة موقوتة اسمها المضطهدين و المقهورين و المقموعين ليس لديهم ما يخسرونه لأن الدولة هضمت حقوقهم حتى النخاع، و لا يخافون الموت لأنهم موتى و هم أحياء، اللهم إني قد بلغت.
‹‹ عاش محمد بن عبد الكريم الخطابي ››
البشير بنشعيب - السجن المحلي بالحسيمة
رقم الاعتقال 43975
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

-1-
14 فبراير 2017 - 11:13
أضف تعليقك