قيم هذا المقال
المغرب.. إحباط 42.437 محاولة للهجرة السرية إلى غاية نهاية غشت الماضي (0)
مصرع امرأة واصابة رجل بجروح خطيرة في حادثي إطلاق نار بروتردام (0)
تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية (0)
مستشارو الملك يجتمعون بزعماء الأحزاب لمناقشة تحيين مبادرة الحكم الذاتي (0)
- المغرب.. إحباط 42.437 محاولة للهجرة السرية إلى غاية نهاية غشت الماضي
- قرب استئناف أشغال مشروع متحف الريف بالحسيمة
- مصرع امرأة واصابة رجل بجروح خطيرة في حادثي إطلاق نار بروتردام
- تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية
- مستشارو الملك يجتمعون بزعماء الأحزاب لمناقشة تحيين مبادرة الحكم الذاتي
- جنايات الحسيمة تدين متهما بهتك عرض قاصر
- بيع صغار السمك بالحسيمة يثير الغضب واتهامات بتواطؤ المسؤولين
- الحسيمة.. اطلاق الدراسات التقنية لتأهيل مدينة تارجيست
محمد السقفاتي: أحلام على مذبح غابة السواني
في صغري كنت أزور غالبا شاطئ اسواني مع أصدقاء جمعني بهم نمو براعمنا وتفتحها في سنين يراعة طفولتنا. كنت أقطع راجلا مسافة أربعة كيلومترات أو أزيد مع أصدقائي كلما سنحت لنا الفرصة، وكان الجو مشمسا.. وكنا إذا ما اجتزنا غابة الصفصاف ووطئت أقدامنا الرمال الرمادية الزرقاء للشاطئ الأزرق عند بوابته الرئيسية آنذاك، وبعد مداعبة الموج والرمال، ننحرف شمالا، لنتابع في جولتنا المنحنيات والمدارات التي يرسمها تحت أخمص أقدامنا ماء الموج.. فيتشكل تدريجيا الخدر الذي كنا نرومه من جولتنا.
نمر على الموج ونترك له بعضا من طعم أجسادنا الصغيرة وأثارا أخرى، يمحيها زبد الموج الأبيض في وقت قصير.
كان الصفصاف العالي باسق جدا وكان يشهد على كل حركاتنا اللعوبة.
حينما نصل الى “الطّايث” حيث يلتقي نهر غيس بالبحر، وتتحول الرمال الى أحجار ملساء وفي ألوان وأشكال عدة، نرمي أحداقنا في ماء الموج الصافي ونقتفي أثر الأسماك المتلذذة بتزاوجها وبما جره إليها النهر من نعم برية تلذ في البحر وتشكل الديليكاتسه بالنسبة له. نراقب رقصاتها على مسافة قصيرة وهي تنط من الماء في سباق بهي وغائر في الجمال.
نتابع وقفة صَبُورة لصياد جعل من الانتظار شغله. ننعطف قليلا ونتوجه ناحية البر حيث تتشكل حسب تيارات البحر بحيرات وتختفي، قرب بحيرة الغيس المستقرة التي تعتبر المنجع الذي تأمه أنواع كثيرة من الطيور المحلية المهاجرة من نوارس وإوز وبط ولقالق، وطيور أخرى لا نعرف أسماءها لغرابتها عن المكان.
نستلذ النظر بها ونعود الى الشاطئ لنواصل طريقنا على أحجاره التي يصغر حجمها وتتحول بعد مسافة، الى كثبان رملية وهي تغير تدريجيا لونها من الرمادي الأزرق الى الأصفر الذهبي. نمر بمحاذاة نادي البحر الأبيض المتوسط (Club Med) في المزمة، ونتمعن في الجزيرة التي تظهر أقرب إلينا من أي نقطة أو مكان آخر، ثم نواصل المسير الى شاطئ اصفيحة ومن هناك نعود أدراجنا في جولة الإياب.
مثل هذه الجولة وهذا المسار الذي كنا نسلكه ويسلكه الكثيرون، سيضحى مسلكه من المستحيلات في ظرف عشر سنوات من هنا فصاعدا أو أقل.

في القادم من هذه السنوات سيسرح ماء البحر ليتوغل في السهل الى حدود الطريق الساحلي ويغمر بهذا بحيرة الغيس كلها ليأتي على كل الحياة والثقافات، لكل الكائنات التي تعيش هنا منذ القدم.
إن تمديد مجال البحر وتركه يتوغل في السهل أمر ليس غريبا. فإذا كان المستعمر الإسباني سنوات الثلاثينات من القرن الماضي اقتنع بأن ملوحة البحر التي تتسرب إلى السهل عبر مجاري جوفية وتفتك بخصوبة السهل مسببة في تصحر تربته، أمر غير مقبول، ولهذا السبب تم غرس غابة الصفصاف لتشكل درعا واقيا للسهل من الملوحة وتحد من ظاهرة التصحر الطبيعية هذه، فإن الحاكم الجديد على المنطقة مقتنع أيضا بأن السهل الذي يشكل مصدر رزق للسكان المحليين ويشكل إغناء للطوبوغرافيا الريفية، يجب أن يندثر تدريجيا ويفسح مكانه في المستقبل لشركات الهولدينغ الملكي المختصة في البناء والمعمار وكذا لسماسرة العقار. سيكون تعريض السهل الخصب بتعمد للتصحر تشجيعا معنويا في نفس الوقت، لسوق الإقطاعي الكبير من “الداخل”.
إن تمديد المجال البحري على حساب المجال الزراعي له علاقة أيضا بالمشاريع التي تنجز حاليا في سرية كبيرة وابتدأت باقتلاع غابة اصفيحة/السواني، حيث سيساهم هذا التوغل للبحر في تشكيل شبه جزيرة من اصفيحة وستسهل هذه المياه آنذاك، هذه المياه الأقرب الى الراكدة، في إنشاء مرافئ خاصة، تقام في الحدائق الخلفية للوافدين الجدد وتربط بينها وبين ميناء الحسيمة الترفيهي.
إضافة إلى أنه – أي جعل البحر يتوغل في السهل، سيشكل مانعا أو جدارا طبيعيا يستحيل معه اقتراب السكان المحليين من الفضاءات التي ستقام عليها هذه المشاريع على حساب الغابة، وكذا رمزية التاريخ المقاوم والإرث التاريخي لمدينة المزمة. زيادة على هذا فوضع البحر كسد في وجه الساكنة المحلية من الجهة الشرقية، سيجعل من اصفيحة “محمية” مخزنية مع حراسة مشددة وسيسهل أمر تفويت أجزاء من شاطئ اصفيحة في الجانب الآخر إلى ملكية خاصة لأصحاب الفيلات والمناجع السياحية الأخرى من ملاهي وكازينوهات ومواخير.
ستغير هذه المشاريع أيضا الوجه الأخلاقي والقيمي في خريطة المنطقة.
وسيكون الطريق أو المسلك الطبيعي الذي كان يوصلني في صغري إلى ذروة المتعة عبر الالتحام بالطبيعة على طول هذا الشريط الزاخر بالجمال والصفصاف والتاريخ في خبر: كان.
محمد السقفاتي
قاص وشاعر مغربي مقيم في هولندا
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....


-1-
20 أكتوبر 2015 - 21:23
سؤال اليك ايها الكذاب هل انت اجديري
-2-
20 أكتوبر 2015 - 21:25
-3-
21 أكتوبر 2015 - 02:22
فأنا أناشدكم أن تقدموا الشكايات والعرا ءض إلى الديوان الملكي وإلى رءيس الحكومة وووو... (على الأقل) فأنت بالذات يا سي محمد تستطيع أن تفعل الكثير لوجمعت المثقفين فقط من أبناء ااقليم الحسيمة (وما أكثركم في هولندا) خريجي الجامعات المغربية وتحركتم بإقامة لقاءات و ندوات حول الموضوع لتحسيس الحسيميين هناك وإيجادالآليات المناسبة للتحرك في الإتجاه الصحيح- و حبذا لو نسقتم مع زملاءكم من النشطاء في بلجيكا- وكن على يقين يا سي محمد لو أخذتم المبادرة في هذا الظرف(تغيير القناصلة- الالتفاتة الملكية نحوكم..) ،ستنقذون نكورنا وغيسنا ومزمتنا وووو...فهلموا وابدأوا بما هو أسهل وسترون النتيجة وسيسجل لكم التاريخ وهذه المنطقة الأبية وفاءكم وإخلاصكم لهما وأقول لك Bon courge simohamed
-4-
21 أكتوبر 2015 - 07:35
-5-
21 أكتوبر 2015 - 11:24
اجتثاث غابة السواني واقامة مستعمرة سعوـ علوية على انقاضها بالاضافة الى برنامج الحسيمة منارة المتوسط المعلن عليه مؤخرا يندرجان ضمن رؤية مخزنية تهدف الى تعريب المنطقة وتغيير قيمها تمهيدا لكسر شوكتها ومدها النضالي الذي ميزها عبر التاريخ.انها طريقة هادئة ولطيفة لعبور التدجين والاخضاع الى قلب الريف.بعد القمع والسجون..وكل انواع القهر،حان الوقت للمخزن ان يجرب وصفة اخرى قد تكون اكثر فاعلية من المدفع الا وهي الرشاوي, وما تفعله في بطون البشر.ألم يقل بن كوريون:جارية وخمرة تفعلان في العربي اكثر من الف مدفع
-6-
21 أكتوبر 2015 - 12:56
أين سيذهب الكثير من المهاجرين من أبناء البلد الذين يتواردون بعائلاتهم على هذا الشاطيء للبحث عن شيء من الراحة والإستماع إلى هذا البحر الغير الهادي. إستيقظ ياأسد الريف لقد أجهز أحفادك الغير البررة على كل ما هو جميل في هذه المنطة ستنزع الاراضي مرة أخرى من أهلها وبثمن بخس سينتعش اللوبي الحسيمي الفاسد من مقاولين ومهندسين ومحاسبين هذه هي الكعكعة الثالثة مابعد الزنزال وبادس والأخطر في الأمر هي الملاهي الليلية والكازينوهات وإقامة االخمس نجوم لأن هذه الموبيقات سوف لا تساهم في تحسين مستوى عيش الساكنة لكن سيصابون بمرض الإبل المعدي الذي سسيصبح وبالا فتاك على هذه المنطقة
-7-
21 أكتوبر 2015 - 17:41
-8-
21 أكتوبر 2015 - 20:24
ليت شعري شعير لستلذته الحمير ***ولكن شعري شعور فهل للحمير شعور؟؟؟
-9-
22 أكتوبر 2015 - 10:45
-10-
22 أكتوبر 2015 - 16:13
-11-
25 أكتوبر 2015 - 17:01
أضف تعليقك